الكركم
يعرف نبات الكركم علمياً باسم (Curcuma domestica)، وهو نبات معمّر ورقي قائم يمتاز بأوراق كبيرة، ويستعمل الجذمور (ساق تنمو أفقياً تحت الأرض) في الأغراض العلاجيّة، ويتم تحضيره عن طريق غليه في الماء ثم تجفيفه، وتعتبر الهند الموطن الأصليّ للكركم، وهو يُزرع حالياً في الهند وغيرها من المناطق الاستوائيّة في جنوب شرق آسيا،[١] ويحتوي الكركم على مركبات الكركومينويد التي تحمل اللون الأصفر، والتي تعتبر المواد القوية جدا والفعالة بالكركم، ويشكل الكركمين (Curcumin) حوالي 3-5% من وزن مسحوق الكركم، وهو يمنح الكركم الكثير من الفوائد الصحيّة المتعلقة به،[٢] ويحتوي الكركم أيضاً على النشا بنسبة 30-40%،[١] والذي يكون جزء منه مقاوماً الهضم،[٢] وتستعمل مركبات الكركمين ويد (Curcuminoids) الموجودة في الكركم والتي تتميّز بلونها الأصفر في صناعة الكاري، ولكثرة ما يشيع عن استخدام الكركم لخسارة الوزن من قبل الكثيرين.
فوائد الكركم للتنحيف
- أجريت دراسة على 44 شخصاً مصاباً بالسمنة والمتلازمة الأيضيّة من مجموعة من الأشخاص الذين أعطوا حمية وتدخلاً في نمط الحياة لمدة 30 يوماً، حيث تم اختيار الأشخاص الذين كانت خسارة وزنهم خلال هذه الفترة أقل من 2%، وتم إعطاء الكركمين (والذي تم ربطه مع فوسفوليبيدات زيت دوار الشمس وخلطه مع البيبيرين المستخلص من الفلفل الأسود لرفع إتاحة الكركمين الحيويّة في الجسم) لمجموعة منهم لمدة 30 يوماً ومقارنتها بالمجموعة الأخرى التي حصلت على علاج وهميّ (Placebo)، حيث وجد أنّ الكركم رفع من خسارة الوزن من 1.88% إلى 4.91% وحسن من خسارة دهون الجسم من 0.70% إلى 8.43% وحسن من انخفاض محيط الأرداف من 0.74% إلى 2.51% ومن انخفاض مؤشر كتلة الجسم من 2.10% إلى 6.43%. واستنتج باحثو هذه الدراسة أنّ الكركمين المتاح حيوياً للجسم يمكن أن يكون له تأثيرات ايجابي بشكل كبير جدا في خسارة الوزن في جميع أنحاء الجسم.
- يمكن أن تلعب الأجزاء الأخرى من الكركم (المختلفة عن الكركمين وبقية مركبات الكركمينويد) دوراً أيضاً في محاربة السمنة؛ نظراً لما تحتويه من النشا غير القابل للهضم والألياف الغذائيّة، والتي لها دور معروف في إبطاء عمليّة الامتصاص وخفض إفراز الإنسولين، وبالتالي خفض الشعور بالجوع وكميّة السعرات الحرارية المتناولة، كما وجدت العديد من الدراسات أنّ الأحماض الدهنيّة القصيرة السلسلة التي تنتج من البكتيريا النافعة بعد هضمها للألياف الغذائية تؤثر في إفراز هرمونات الجهاز الهضمي وتقلل من الشهية ورفع جلوكوز الدم، وبناء على ذلك فحصت دراسة تأثير المواد المتبقية من الكركم المستخدم في استخلاص المواد الملونة (الكركم المستهلك) وتأثير مسحوق الكركم في كتلة الدهون في جرذان التجارب المغذية على الحمية العالية الدهن، حيث تم تدعيم الحمية بنسبة 10% من مسحوق الكركم في إحدى مجموعات التجربة أو 10% من الكركم المستهلك في مجموعة أخرى لمدة 28 يوماً ومقارنتهم بمجموعة لم يتم تدعيم حميتهم.
- نظراً لفوائد الكركمين (المركب المتعدد الفينول الأساسي في الكركم) في كبح نمو الأورام السرطانيّة عن طريق منع تكوين الأوعية الدموية الجديدة، بحثت دراسة إمكانية عمله في منع تكوين النسيج الدهني الميكانيكية نفسها، وبالتّالي مقاومته للسمنة، حيث تم إعطاء فئران التجارب حمية عالية الدهون لتحفيز السمنة، وتم تدعيم هذه الحمية في مجموعة من الفئران بإضافة 500 ملجم من الكركمين لكل كيلوجرام من الحمية لمدة 12 أسبوعاً، ولم تؤثر إضافة الكركمين إلى الحمية في كمية الطعام المتناولة، ولكنه مع ذلك قلل من وزن الجسم والدهون المتراكمة وحجم الأوعية الدموية في النسيج الدهني، كما أنه رفع من أكسدة الدهون ورفع من النشاط الأيضي للخلايا الدهنيّة، ووجد أيضا أنّ الكركمين يحفز الموت الطبيعيّ لخلايا النسيج الدهني، هذا بالإضافة إلى ما وجدته الدراسة في العديد من المؤشرات الإيجابية القوية جدا في خفض نسبة الكولسترول في الدم، ويقترح الباحثون في هذه الدراسة إمكانية الاستفادة من تناول الكركمين في الحمية في محاربة السمنة.
- يستعمل الكثيرون الكركم وينصحون الأشخاص المتينة بتجربته كونه له دور كبير في تخفيض الوزن، وعلى الرغم من أنّ علاج السمنة وخسارة الوزن يجب أن يتم عن طريق اتباع حمية صحية محددة السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني لعلاج السلوكيات الخاطئة، إلا أنّه لا بأس من استعمال العلاجات العشبية المساندة بعد التأكد من أمانها وعدم تعارضها مع الحالة الصحيّة والأدوية التي يتناولها الإنسان، وبسبب الانتشار الواسع للسمنة وزيادتها في الفترات الأخيرة وفشل علاجها بالطرق السابق ذكرها من قبل الكثيرين، تلجأ الأبحاث العلميّة لدراسة دور العلاجات العشبية وما يمكن أن تفيده في مجال علاج السمنة،[٤] وفيما يأتي بعض الدراسات العلميّة التي بحثت دور الكركم في خسارة الوزن وتراكم الدهون.