الكثير يتساءلون هل يجوز عمل الحجامة في رمضان، فبعد القيام بالبحث والتحري قمنا بكتابة هذه المقالة لمعرفة هل يجوز عمل الحجامة في رمضان أم لا.
ما هي الحجامة:
هي عبارة عن شكل قديم من أشكال العلاجات التي تكون بديلة وظهرت في الثقافات القديمة مثل المصرية والصينية والشرق اوسطية.
وهي تتم من خلال وضع كؤؤوس خاصة على اماكن محددة من الجلد، حيث يتم تطبيق الشفط لعدة دقائق ويستخدم الناس هذه الطريقة للتخفيف عن الألم وزيادة سرعة تدفق الدم وللاسترخاء ايضا.
وهناك عدة أنواع للحجامة منها الرطبة والجافة وفي النوعين يتم وضع مادة قابلة للاشتعال داخل الكؤوس ليتم تسخينها، كالكحول او الاعشاب او الورق ويتم اشتعالها ويتم ازالة الاشتعال وتقلب الكؤوس رأسا على عقب فوق الجلد، وعند برود الهواء داخل الكأس فهو يخلق فراغا يؤدي الى ارتفاع الجلد واحمراره بسبب هذه العملية و تترك الكؤوس على الجلد لبضع دقائق.
والان تحول اغلب الذين يتعالجون بالحجامة الى استخدام مضخات مطاطية حديثة وذلك لتحقيق فرق الضغط بدلا من الطرق الحرارية القديمة والتقليدية، وتختلف الحجامة الرطبة عن الجافة لأنها تتضمن تطبيق الكؤوس على الجلد لمدة ثلاث دقائق.
وبعدها يتم إزالة الكؤوس وتظهر خدوش سطحية صغيرة على الجلد قبل بدء الشفط في المرة الثانية، ويتم ازالة بعض الدم أثناء الحجامة، وتسبب الحجامة كدمات مستديرة بسبب الشفط.
حكم الحجامة في رمضان:
اختلف العلماء في هذا الأمر إن كان يفسد الصيام بسبب الحجامة، وهناك قولين الأول لا تفسد الصيام والآخر أنها تفسد الصيام وفي شرح هذان الأمران في السطور التالية.
- الحِجَامة لا تفسِد الصيام، حيث قال كل من الحنفية والشافعية والمالكية بأن الحجامة لا تفسد الصيام، وقال الحنفية تفسيرا لرأيه ان الحجامة مثل شق الوريد وخروج الدوم او سحبه منه لتحليله، فهذا الدم لا يكون مثل دم الحيض والنفاس اللذان يفسدان الصيام، ولا يصل شيء الى الجوف او قضاء شهوة معينة، وقال الحنفية ايضا بعدم كراهة الحجامة للصائم، أما المالكية فقالوا إن النبي صل الله عليه وسلم كان يحتجم وهو صائم وأن الدم الذي يخرج من الحجامة مثل دم الرعاف فلا يتم الغسل بسببه ولا يفسد الصيام بسببه، والحجامة جراحة وأن النبي صل الله عليه وسلم رخص للصائم في الحجامة بعد قوله بفسادها للصيام، أما الشافعية قالوا بكراهة الحجامة للصائم، فهي لا تفسد الصيام لما ورد من احتجام النبي صل الله عليه وسلم واباحته لها بعد منعها له.
- الحِجَامة تفسد الصيام، قال الحنابلة بأن الحِجَامة تفسد الصيام ان كان للحاجم، والمحتجم، ويجب على كل منهما القضاء وقالوا بأن ذلك عن قول علي بن أبي طالب، وعبدالله بن عباس، وأبي هريرة، وأمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنهم-، وقال بأنّ ما ورد من احتجام النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وهو صائم.
مشروعية الحِجَامة في الإسلام:
هناك العديد من الأحاديث النبويّة الصحيحة التي تدل على مشروعية الحِجامة، حيث أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّه سُئِلَ عن أجْرِ الحَجَّامِ، فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، وأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عنْه، وقَالَ: إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، والقُسْطُ البَحْرِيُّ وقَالَ: لا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وعلَيْكُم بالقُسْطِ)
أخرج الإمام مسلم في الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (احْتَجَمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فأمَرَ له بصَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ، فَوَضَعُوا عنْه مِن خَرَاجِهِ، وَقالَ: إنَّ أَفْضَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، أَوْ هو مِن أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ).[١٠] قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيما أخرجه الإمام البخاريّ عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (إنْ كانَ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ – أوْ: يَكونُ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ – خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ)
اقرأ المزيد:
