كيف يكون قيام ليلة القدر؟
النبي صل الله عليه وسلم كان يجتهد في ليلة القدر أكثر من أي ليلة أخرى والمسلم وعلى المسلم أن يقتدي بالرسول صل الله عليه وسلم لما في هذه الليلة الثواب والفضل العظيم على من يحييها.
ولحديث عن عائشة رضي الله عنها: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ)،[١] وكان اجتهاده في عدة أمور: كالصلاة، وتلاوة القرآن، وذكر الله تعالى، وإخراج الصدقة، وغيرها من الأعمال الصالحة، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يتفرّغ للقيام والذكر، فيذكر الله بقلبه ولسانه وجوارحه،كان الرسول يوقظ أهله لاحيائها لنيل الثواب وبركة هذه الليلة العظيمة.
وعن كيفية صلاة قيام ليلة القدر حيث يتم قيام رمضان بشكل عام ومنه ليلة القدر احدى عشرة ركعة، ويجوز قيام ثلاثة عشرة ركعة مع التسليم بعد أداء كل ركعتين وكما يجوز في بعض الأحيان أداء كل أربع ركعات بسلام.
سُئلت عائشة أمّ المؤمنين، رضي الله عنها، عن كيفيّة صلاة النبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، في رمضان، فقالت: «ما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ، وَلَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا.
أهم الأعمال الصالحة التي يقوم بها المسلم عند قيام ليلة القدر:
-قراءة القرآن :
تعد ليلة القدر من أهم الليالي العظيمة التي حث الرسول صل الله عليه وسلم على قيامها وحث فيها المسلم على قراءة القرآن الكريم وأن يسعى لختمه ليفوز بالثواب العظيم، قد قال صلى الله عليه وسلم: (وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ).
-الصلاة
يستحب قيام ليلة القدر بالصلاة والخشوع فيها ومن قام هذه الليلة العظيمة مصدقا بوعد الله وطالبا لاجرة مخلصا لله لا يقصد الرياء فإنه موعود من الله بالمغفرة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وتؤدّى صلاة الليل ركعتين ركعتين، وهو فعل النبي عليه الصلاة والسلام، حيث ورد في الصحيحين من حديث ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أحَدُكُمُ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً واحِدَةً تُوتِرُ له ما قدْ صَلَّى).
-الاعتكاف.
هو ذهاب المسلم للمسجد والتزامه فيه تفرغا للعبادة وينشغل بالصلاة وقراءة القرآن والذكر، متحريا ليلة القدر وانتظاره لها بفارغ الصبر ليحييها بخشوع لنيل الثواب العظيم والاعتكاف سنّة ثابتة في القرآن والسنة النبوية، فقد اعتكف النبي -عليه الصلاة والسلام- واعتكف الصحابة من بعده، قال صلى الله عليه وسلم: (إنِّي اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوَّلَ، أَلْتَمِسُ هذِه اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ العَشْرَ الأوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ، فقِيلَ لِي: إنَّهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ معهُ)،
-الدعاء.
يستحب على المسلم الذي يحيي هذه الليلة العظيمة أن يكثر من الدعاء فقد ورد في حديث عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي)،
-العمل الصالح.
يستحب على المسلم أن يقدم الأعمال الصالحة في هذه الليلة العظيمة لأن الخير فيها يضاعف والعمل الصالح في ليلة القدر خير من ألف شهر فقد قال تعالى:(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
ومن أهم الأعمال الصالحة في ليلة القدر:
- -الحرص على أداء الفرائض والسنن.
- -إخراج الصدقة.
- -اطعام صائم.
